أوبرا وينفري : من القاع إلى قمة المجد

 

 

أوبرا وينفري، هي بلا شك ملكة الإعلام ليس في أمريكا فحسب بل في كل العالم، هي كذلك واحدة من أكثر الشخصيات إلهاما وتأثيرا في العالم.

أوبرا وينفري، هي ملكة البرامج الحوارية، ذات الشعبية العالمية الواسعة، والتي انجذب لقوة شخصيتها ملايين المشاهدين من كل أنحاء العالم، أسلوبها المرح الطبيعي والبعيد تماما عن التصنع، وسلاستها في التحاور مع ضيوفها أكسبتها شعبية كبيرة، وأكسبتها كذلك حب واحترام كل من عرفها سواء من قريب أو من خلال شاشات التلفزيون.




البداية القاسية

أوبرا غيل وينفري، ولدت يوم 29 يناير 1954، من أسرة فقيرة تعيش في مزرعة نائية بولاية ميسيسيبي، كانت طفولتها صعبة جدا، حيث انفصل والداها بعد فترة قصيرة من ولادتها، وتكفلت جدتها لأمها برعايتها حيث تركاها عندها ورحلا.

جدة أوبرا كانت فقيرة لكنها مؤمنة جدا بالتعليم، حيث بدأت بتعليمها القراءة منذ بلوغها سن العامين ونصف العام، فمنذ سن مبكرة ظهر نبوغها، حيث تعلمت بسرعة القراءة والكتابة والإلقاء، لدرجة أنها عندما كانت في الروضة، كتبت على ورقة بشكل صحيح أنها يجب أن تكون في الصف الأول، وسلمت الورقة لمعلمتها.  وبالفعل ففي الصف الأولى، لاحظت المعلمة أنها متفوقة جدا على باقي زملائها، وفي الموسم الدراسي الموالي، ثم إلحاقها مباشرة بالصف الثالث الابتدائي .


جاك ما وقصة صعود موقع علي بابا


تعرضها لاعتداء جسدي

في سن السادسة من العمر، كان الحدث الذي لامس روحها بذكريات سيئة جدا، يوم أرسلتها جدتها كي تعيش نهائيا مع والدتها وأخويها غير الشقيقين في أحد الأحياء الفقيرة والخطيرة جدا، حيث كانت تتعرض باستمرار لاعتداءات جسدية وجنسية من عدد من أفراد عائلتها، حيث كانوا يتناوبون عليها، حيث أن والدتها كانت تعمل لساعات طويلة ولم يكن لديها الكثير من الوقت لتهتم بها.

 

انتقالها للعيش مع والدها

في سن الثانية عشرة، أرسلتها والدتها إلى والدها حتى تعيش معه، كانت ظروف العيش مع الأب أحسن بكثير من ظروف العيش مع أمها، وهناك بدأت أوبرا أخيرا تشعر بالأمان والاستقرار، والسعادة لأول مرة في حياتها، فقد أشرف أبوها على رعايتها وشجعها على التعلُم، حيث بدأت تكتسب الكثير من الثقة في النفس، حيث بدأت بإلقاء الخطب في عدد من المناسبات الاجتماعية والدينية في الكنيسة بطلاقة وثقة في النفس.  وفي إحدى المرات حصلت على مبلغ خمسمئة دولار مقابل خطاب قامت بإلقائه بشكل رائع، وكانت هنا نقطة التحول، حين أدركت أن التحدث أمام الجمهور هو أكثر ما ترغب في القيام به مستقبلا.

 

تفوقها الدراسي وحصولها على أول وظيفة في سن مبكرة

شغف أوبرا بالقراءة بدأ يزداد يوما عن يوم، حيث كان والدها يحفزها على أن تقرأ كتابا كل أسبوع، بل وأن تكتب تقريرا مفصلا عنه، كما انخرطت في نادي الدراما ونادي المناقشة ومجلس الطلاب بالمدرسة وكانت فاعلة مهمة ومساهماتها كانت فعالة للغاية، ونظرا لتفوقها حصلت على منحة دراسية كاملة للالتحاق بالجامعة في ولاية تينيسي.

في السنة الأولى لها بالجامعة، برز تفوقها على باقي زملائها ولفتت الأنظار إليها، على الخصوص لبراعتها في التحدث والإلقاء، كما فازت بالعديد من المسابقات الجامعية ، وكذا تفوقت في إحدى المسابقات التي  أجرتها قناة CBS الإذاعية المحلية، وهنا نقطة التحول الكبيرة في حياتها، حيث تلقت عرضا من القناة حتى تعمل مذيعة للأخبار المسائية، وعليه أصبحت وينفري هي أول فتاة أمريكية " سوداء " ومن أصل إفريقي في ولاية ناشفيل تظهر على شاشة التليفزيون لإذاعة الأخبار المسائية، وكان عمرها في ذلك الوقت لم يتجاوز الـ 19 عاماً وكانت لا تزال طالبة في السنة الثانية بالجامعة

 

بدايتها الحقيقية في مجال الإعلام

سنة 1976 تخرجت أوبرا من الجامعة، وعملت كمراسلة ومذيعة أخبار لمحطة ABC الإخبارية وكان مقرها في بالتيمور بولاية ماريلاند، غير أنها لم ترتح كثيرا في هذه المحطة، لذا استقالت بعد سنة واحدة من العمل، بعدها تلقت عرضا للمشاركة في تقديم فقرات برنامج بالتيمور الصباحي People Are Talking الذي كان شهيرا وقتها .

 

البرنامج الشهير : أوبرا وينفري شو

تميزت أوبرا وينفري كثيرا في البرامج الحوارية، شخصيتها الجذابة والكاريزما الخارقة إضافة إلى أسلوبها التلقائي، جعلوها تجذب بسرعة المشاهدين من كل مكان، حتى أدمنوا متابعتها على شاشات التلفزيون.

ففي سنة 1984 انتقلت أوبرا للعيش في مدينة شيكاغو، وذلك من أجل تقديم برنامج حواري كان متعثرا وقتها وفقد عددا كبيرا من متابعيه، كان اسم البرنامج  AM Chicago ، وبالفعل شرعت أوبرا في تقديم البرنامج وفي وقت قصير وبفضل شخصيتها الجذابة أصبح البرنامج ناجحا جدا.

سنة 1985، ثم تغيير اسم البرنامج، الذي أصبح يحمل اسمها " أوبرا وينفري شو " هذا البرنامج استمر إلى 25 سنة، وهو يعتبر أنجح برنامج حواري في العالم وعبر التاريخ. لقد استضافت خلاله شخصيات مرموقة جدا من شتى أنحاء العالم، منهم : مايكل جاكسون، باراك أوباما، ميشيل أوباما، الملكة رانيا وآخرون، لقد حقق البرنامج نجاحا ساحقا ومنقطع النظير. وبفضل نجاحها في هذا البرنامج، حققت أوبرا ثروة ضخمة جدا، استثمرتها بنجاح في مشاريع كبيرة، جعلت منها إحدى أقوى وأثرى السيدات في العالم.

سنة 1986 أسست أوبرا وينفري شركة هاربو للإنتاج التلفزيوني عام 1986، كما شاركت في عدد كبير من الأعمال السينمائية والفنية، سنة 2000 أطلقت مجلتها الخاصة التي تحمل اسمها، سنة 2011 أطلقت شبكتها التليفزيونية الخاصة واسمها  OWN .

من جانب آخر، وهبت أوبرا نفسها للأعمال الخيرية، فهي لم تتزوج ولم تنجب، لكنها من أشد الداعمين لتمدرس الأطفال الفقراء، حيث أنها تتكفل بمصاريف دراسة آلاف الأشخاص عبر العالم، على الخصوص الفتيات في بلدها الأصل جنوب إفريقيا.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-